الجمعة، 21 نوفمبر 2008


وراء ستائر الكره

"الجزء الثانى "




كان جامد الملامح .. .. لا ترمش عينيه كجبل جليدى ظل على هذا النحو قرابة الساعتين لا يفعل شيئا سوى جلوسه على الأريكة القرمزية ذات الفرش المتهالك شارد ..شاحب ومذهول ....


كانت عيناه مركزتان بشدة فى الفراغ كمن يتابع بشغف شاشة عرض لفيلم سينيمائى لكنه فيلم عنهما هذه المرة!!!


كانت الذكريات واللحظات التى عاشاها معا تنساب بطلاقة من ذهنه :كيف تقابلا لأول مرة كيف شعر بتلك الوخزة المنعشة وتحررت تلك الابتسامة من ثغره لمرآها وكيف أخذا يختلسان النظر طوال الوقت وكيف رأها مرة أخرى وأخرى وأخرى


أيام خطوبتهما ...شجاراتهما الطفولية ...لحظات الوفاق الصافية ...ليلة زفافهما ...حبهما المثالى الذى أقسما على الحفاظ عليه لأنه هبة غالية من الله وكيف كانا على يقين أن قصتهما لن تكون كمثيلاتها لعشاق اعتزلا العشق بل والحياة بعد الزواج والخوض فى خضم الحياة


كان كالمصدوم بصاعق كهربى راح يتساءل ويتساءل ألف مرة ويتردد صداه فى نفسه وفى أركان بيتهما كيف حدث هذا ؟؟؟؟ كيف أصبحا على هذا النحو ؟؟؟ أنا وحبيبتى ....لماذا لم أعد أرى هذا البريق فى عينيها؟؟ لماذا لم أعد أحس بتلك القشعرينة تنتابها بين أحضانى ؟؟؟ لماذا أشعر أن كلا منا ينام فى بلد أخر بعدما كنا نشعربتلاقى أنفاسنا ؟؟؟؟


وتلك الليلة .. ماذا حدث في تلك الليلة ؟؟؟ كيف جرؤنا على التفوه بمثل هذه الحماقات؟ كيف شوهه كلا منا فى صورة الاخر ؟ألم يعد فينا شيئا واحدا يعجب الأخر حتى تلك السلوكيات اليومية المعتادة ؟؟


لقد ذهب الحب ...اعتقد أن مدة صلاحيته انتهت!!! ذهب لعاشقين أخرين يمنيهما بحياة مثالية ثم يتركهما فى منتصف الطريق ليذهب لأخرين .


ذهب الحب ... وذهبت معه وذهبت حبيبتى كلا فى طريق ، انظر لنفسى فى المرآة فلا أجدنى أنظر لمن كانت حبيبتى فلا أراها أين ذهبنا ؟؟؟ اختفى العاشق وبقى الرجل المتبلد الذى يمقت المرأة التى تدعى زوجته نعم يمقتها ولا ولن يشعر بوجودها بعد الآن لا يمكن تجميع الزجاج المهشم!! .


***************************************


" ندى "


لقد تركتها تجلس وحدها بناءا على رغبتها لم يعيد لدى ما أقوله لها حالتها يصعب شرحها لاسيما فهمها لكننى متأكدة أنها نهاية القصة على أية حال .


***************************************


ما أن وجدت نفسها وحيدة حتى ارتمت فى أحضان ذكريات لقاءتهما فى نفس المكان وعلى نفس المنضدة ،راحت تبكى دون أن تشعر بالدموع ،العبرات تنهمر من شدة الألم والشوق والعذاب ومازالت نفسها الشريرة تحاول إقناعها بامتلائها بالكره المزيف وفجأة سمعت وقع خطوات متثاقلة أنها تعرف هذه الخطوات جيدا استرقت السمع فوجدت أن الخطوات توقفت خلفها مباشرة استدارت وقلبها مليئ بالأمل والغضب معا فصح ظنها، تلاقت الأعين المذهولة للحظات ثم تبادلا الحديث الأجوف الذى ازدادت حدته تدريجيا ليحمل فى طياته كل الغضب والآلم والشوق !!! نعم كان حضور هذا الأخيرخفىّ لكنه احتل المسافة الفاصلة بينهما حتى استثار العناد فى نفسيهما فهمّا بالرحيل تحت السماء المبلدة بالغيوم، انهمر ت الأمطار بغزارة حاملة كلمة الأقدار فى قصّتهما فتراءت لهما الذكرى واضحة وضوح هذا اليوم شتوى الطراز تجمد فى مكانه واستدار لها فوجدها مبللة ممتقعة الوجه ترتجف من البرد والانفعال ولأول مرة بعد فترة طويييييلة شعر بتلك الوخزة الخفيفة ووجد نفسه يتجه نحوها كالمسّير فخلع معطفه ووضعه على كتفيها وما أن لمسهما حتى احس بالقشعرينة تسرى فيهما وها هو بريق عينيها يعود مرة أخرى ،تبادلا النظرات المشدوهة ثم ما لبثوا أن ارتميا كلا فى أحضان الأخر غير عابئين بإيجاد التفسير المنطقى لكل هذا فتركا نفسهما يستمتعان بهذا العالم المثالى ممتننين لتلك الليلة الشتوية الدافئة!!






هناك 4 تعليقات:

Sara يقول...

تحفة تحفة تحفة...الوصف ،القصة ,طريقة عرضها:من الحاضر للماضيوالحاضر تاني..وخيالات المستقبل
ربنا يزيدك ونشوفك كاتبة قصص

الأستاذ يقول...

السلام عليكم
الصراحة مقرأتش حاجة لسة
لكن حبيت أسيب تعليق علشان أفتكر إني أرجع تاني أقرأ وأعلق بجد
ولو إني حاسس إنها هتكون رائعة
لكن دعي الإحساس لا يتملكنا أولاً
تحياتي

غير معرف يقول...

هههههههههه ميرسى يا نوسة , جامدة اوى
القصة دى.
أهم حاجة رجعوا لبعض خلاص!!! تبقى قشطة.
كل ما يحسوا بالانفعالات الغريبة دى يقعدوا تحت الدش , و اكيد هيحس بالقشعريرة مش عندها بس و عنده كمان و بعدين ما هى لملمة هدومه طول السنين اللى فاتت كانت على قلبها زى العسل . يا ختى عيال و بتتدلع بس قلقونى ف الاول ولاد الايه !!!
المفروض بقى اعلق على اللى كتبت , الاسلوب جميل جدا و القصة اتكتبت حلوة اوى تكنيكك عالى يا ايناس استمرى فى الصعود .
ههههههههه مستنية اللى بعدها طبعا وشكرا على انك رويتى فضولى.

nosa يقول...

سلمى
ميرسى ميرسىىىىىى ده من بعض ما عندكم يا أستاذة

الأستاذ :
فى انتظار تعليقك بفارغ الصبر ويا ريت يكون إحساسك مخدعكش

بيزارو :
هههههههه عايزة تجيبى الوقفة تحت الدش زى الأمطار فى ليلة شتاء !!
بس على كل حال انا مبسوطة انى خدعتك وافتكرتى انهم هيسيبوا بعض ومبسوطة أكثر ان النهاية عجبتك