الخميس، 6 نوفمبر 2008


وراء ستائر الكره

الجزء الأول "هى"

راحت تحدق فى كوب الشاى باللبن الساخن الذى تعشقه لساعات حتى تجمد وفقد رونقه وعيناها مركزتان عليه تنمان عن غضب وكره لامثيل لهما وحاجباها يتحركان من فرط الإنفعال كأنهما قررا أن يتخليا عن الصمت الذى يحتويها ويبوحا لى ببعض آلامها .قلت محاولة جذب أطراف الحديث :لماذا لم تشربى كوب الشاى باللبن المفضل لديكى ؟أهو سيئ هنا لهذه الدرجة؟
قالت بصوت ينم عن غضب مكتوم:ليس أسوأ من الكوب الذى كان يعده لى بعد أن يسكب قطرات منه على الطاولة فى كل مرة ...ليس أسوأ من رائحة عطره المنفرة التى طالما كتمت أنفاسى وأنا صاغرة راضية ..ليس أسوا من منظره وهو يغط فى نوم عميق ....والطمأنينة تشع من وجهه !! من وجهه الكريه ذى الذقن غير الحليقة !!صدقينى إن شرب كوب من الزرنيخ أخف وطأة من هذا كله!!
قلت محاولة تسكين انفعالها ومدارية لدهشتى :إذا فانفصالكما أحسن حل طالما وصلتما لهذا المطاف انك تنجى بنفسك هكذا فلا تكدرى حالك أكثر بمثل هذا الكلام
متحمسة هى قائلة :عندك حق لماذا أكدر نفسى على من لا يستحق ...لقد أستنفذ ت كل درجات الاحتمال حتى لو خطر ببالى مسامحته وتذكر كل لحظاتنا الحلوة كاحتوائى فى أحضانه الدافئة وتشبث يداى بجسده الحنون كأنى خائفة من فقدان هذه اللحظة ونحن مسترخيان فوق أريكتنا القرمزية ذات الفرش المتهالك أو كإحساسه بى فى لحظة إحباط مثالية أحاول فيها حبس دموعى حتى أكاد أمتنع عن التنفس فيلمس ذقنى حتى يصبح وجهينا متقابلين وينظر بعمق فى عيني حتى تنفجر الدموع منهما فيضمنى بحرارة حتى يختبئ وجهى وتهدأ أنفاسى بين أحضانه ثم يحملى كالطفلة إلى سريرى ويضعنى برفق ويحكم على الغطاء ويستلقى بجانبى يداه ماتزال تحتضنى .
كل هذه اللحظات غير كافية لتنسينى ماحدث ليلة تشاجرنا فيها لقد طفح الكيل !!
استرقتنى الدهشة للحظات ثم استرجعت قدرتى على الكلام المهدئ:إذا كان هذ ا هو شعورك الحقيقى فليذهب للجحيم هو وعطره المثير للاشمئزاز !!
قالت بلهفة :للأمانة فقط ورغبة منى فى التوضيح عطره ليس قبيحا لهذه الدرجة ولكنه نفاذا وأنا لا أفضل هذه النوعية كثيرا حتى إنه قلل من استخدامه فى الفترة الأخيرة ...ولكن ماذا يعنى هذا أمام إهماله الدائم وتتضيع نصف يومى فى جمع ملابسه المتناثرة هنا وهناك !! إنه لا يشعر بى!! لا يتسم بالمرونة يلومنى دائما على عدم إتقانى طهو المكرونة كما تعدها والدته فليذهب لطاهيته التى لا تتضاهى !!!
أننى لا أطيقه ...أكرهه بشدة ولا أستطيع نسيانه!! ...نسيان عشر سنوات من عمرى أضعتها مع هذا الكريه.
ألا تعتقدين أن أسبابى كافية للانفصال ؟؟؟ ندى؟ ندى ؟ أين أنتى ؟؟؟
أراها من بعيد مازالت تحدث نفسها حتى أنها لم تنتبه عندما قلت لها سأطلب كوبا من القهوة وأعود !!!
إننى متأكدة الآن أنها تكرهه !!!!!!!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

interesting story!!!
i am waiting 4 part 2.

nosa يقول...

ميرسى يا قمر وإن شاء الله الجزء التانى قريبا